لعل البعض يتساءل عن سبب كتابة مقالة عن دليل أفكار لإسعاد الموظفين في العمل. ولكن بما ان العمل جزء لا يتجزأ من حياتنا، نعيشه بكل تفاصيله يومياً. فمن الصباح الباكر نخرج من بيوتنا مثلنا مثل ملايين الناس حول العالم، متوجهين إلى مقار أعمالنا. وفي أماكن أعمالنا نقطع أشواطاً كبيرة من العمل والتعلم والتطوير والإنجاز. ولعلنا لا نجلس مع أسرنا كما نجلس على مكاتبنا للعمل، فعدد ساعات العمل قد تتجاوز عدد ساعة الترفيه في حياتنا. لذا علينا أن نتنبه إلى أننا نستنزف كل يوم كماً لا حصر له من الطاقات، بسبب هذه الدوامة التي نعيش بها، ولا سبيل لحل هذه المعضلة سوى إعادة النظر بمفهوم الترفيه في مقار أعمالنا سواء الحكومية أو الخاصة.
لماذا يجب إسعاد الموظفين؟
بصفتك رئيسًا تنفيذيًا أو رئيسًا للشركة، فإن أحد أهم عناصر وظيفتك هو ضمان سعادة موظفيك. في حين أن إنتاجية الشركة وإيراداتها أمر بالغ الأهمية ويأتي على رأس الأولويات وهذا لا يمكن أن يحدث بدون موظفين سعداء. لذلك تبحث الشركات الكبرى الآن باستمرار عن طرق جديدة لضمان رضا الموظفين لأن للترفيه في أماكن العمل مفعول السحر. فإذا جاء الموظف من الصباح الباكر للعمل، ووجد الجو الهادئ والمنظر الخلاب ووسائل الترفيه متوفرة. فسيكون إنتاجه أفضل بكثير مما هو عليه الآن. إن للترفيه أهمية بالغة في شحن الطاقات خلال ساعات العمل، وكسر الروتين اليومي الذي يعيشه الموظف من تاريخ بدء العمل إلى تاريخ التقاعد. وكذلك لتقليل الإرهاق وغيره من المشكلات التي تتفاقم بسبب الروتين القاتل الذي نحياه يومياً، لذلك علينا أن نبدأ الخطوات كالتالي:
أولاً: تحليل بيئة العمل
تهدف هذه الخطوة إلى التعرف بشكل عميق على بيئة العمل في وضعها الراهن. ومعرفة عناصر القوة والضعف بشكل تفصيلي، كما يتم التعرف على الموارد البشرية العاملة وتأثيرها بالشركة. وتحديد الأنظمة المعتمدة التي ينبغي علينا العمل عليها التي ترتبط بشكل وثيق بسعادة الموظفين.
ثانياً: تحديد الأولويات والاحتياجات
هناك العديد من المجالات والمبادرات التي يمكن تنفيذها، ولكن السؤال الأهم، ما هو الاحتياج الفعلي للموظفين وللشركة؟ هل هي المبادرات الصحية، أم الاجتماعية أم الرياضية أم الأسرية …إلخ، ولكي نحدد الأولويات يمكن الاستفادة من الأدوات التي تساعد على ذلك، مثل: إقامة ورش العمل، و عمل الاستبيانات، الجلسات الفردية،…إلخ.
ثالثاً: بناء الخطة التنفيذية.
بعد عملية تحليل بيئة العمل وتحديد الأولويات والاحتياجات، تأتي مرحلة بناء الخطة التنفيذية، والتي يتم فيها تحديد مجالات التي يجب التركيز عليها، والمبادرات ذات الأولوية، وتحديد الموارد المالية اللازمة لتلك المبادرات، بالإضافة إلى الجدول الزمني اللازم لتنفيذها وفريق العمل كذلك. وتنتهي هذه المرحلة باعتماد الخطة والبدء في تنفيذها.
وفيما يلي قائمة بأهم النصائح و الأفكار التى تساعدك على اسعاد الموظفين: –
خلق بيئة عمل مريحة
مقار العمل في العادة ما تتسم بالجمود، من ناحية الأثاث والألوان وتوزيع المكاتب والموظفين. وفي المؤسسات الحكومية نجد أن الكثير من مقار عملنا تم تصميمها بفخامة لاستقبال المراجعين، ولكن ينقصها القليل من المرح والترفيه للموظفين، فمثلاً لماذا لا يكون هناك ركن أخضر في مكاتب عملنا به شلالات صغيرة التي تريح المراجع والموظف على حد سواء، كما لا نغفل التراث من مقار عملنا، مثل أن يكون هناك جلسة تراثية أو خيمة يعقد بها الموظفون اجتماعاتهم، وغيرها من الأفكار تؤثر بالإيجاب في الموظفين، وتعزز من إنتاجيتهم.
تركيز الاهتمام على جوانب حياة الموظفين
يهتم المدير الجيد باحتياجات الموظفين ويتجاوب معها. إذ تظهر الدراسات الحديثة أنه عندما يشعر الموظفون بأن رؤسائهم مهتمون، تتحسن سلامتهم وصحتهم النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، أن أحد أهم عناصر الحصول على تجربة عمل إيجابية هو حضور القادة وسهولة الوصول إليهم وكذلك مشاركة القادة للموظفين في لحظاتهم السعيدة والحزينة لا قدر الله.
وتتمثل تلك اللحظات في المناسبات الخاصة بالموظفين مثل (قدوم مولود – زواج موظف – الحصول على شهادة علمية – الترحيب بموظف جديد – توديع موظف بعد انتهاء فتره عمله – زيارة مريض – تقديم التعزية – إعانة موظف) وفي تلك المناسبات يتم تقديم هدية بسيطة بإسم الشركة مع كارت إهداء ومباركات في اللحظات السعيدة وعلى العكس في اللحظات الحزينة يتم تقديم التعزية والدعم للمواقف الطارئة والحالات الحرجة للموظفين سواء كانت مقدمة من الشركة أو الموظفين. وفيما يلى بعض النماذج الأخرى التي يجب التركيز عليها
الاهتمام بسلامة الموظفين الصحية والبدنية
تعد السلامة صفة شاملة؛ إذ تؤثر بعض جوانب حياة المرء على الجوانب الأخرى؛ ومن ثم عندما يكون الناس سعداء في حياتهم الشخصية وفي أنشطتهم الاجتماعية، سيجلبون المزيد من السعادة والطاقة إلى العمل. وبالإضافة إلى ذلك، هناك توجه اليوم نحو الشركات التي تهتم اهتماماً كبيراً بسلامة الموظفين من خلال تقديم جميع أنواع الدعم بدءاً من الفحص العام وعمل اشتراكات رعاية صحية للموظفين ذات تخفيضات لزيارة الأطباء المتخصصين وتقديم الخدمات والنصائح الطبية والعادات الصحية للموظفين. إلى رعاية فاعليات توعوية بالأمراض المزمنة كالسكرى والضغط والسمنة والتدخين وتقديم النصائح والعادات الصحية للوقاية من تلك الأمراض والعادات السيئة. إلى تنظيم فاعليات تهدف إلى التوعية لأهمية الفحص المبكر لمرضى سرطان الثدي والمساهمة في تقليل الإصابة به من خلال الفحص المبكر. وكذلك يمكن تنظيم مسابقات رياضية للمشي وكرة القدم والدراجات الهوائية والعاب تنس الطاولة والبلايستيشن. كذلك يمكن عمل تخفيضات على اشتراكات الأندية الرياضية والصحية خاصة بشركتكم. وكذلك يمكن توزيع الهدايا الشخصية الصحية أو توفيرها في الشركة كالمعقمات والكمامات وبعض أنواع المشروبات والمأكولات وغيرها من الهدايا الصحية. مما سيعطى انطباع لدى الموظفين بأنك تهتم بشؤونهم؛ مما يؤثر بدوره في التزامهم الإيجابي تجاه شركتك، ويعزز قدرتهم على الأداء الجيد. وفيما يلي بعض النماذج الأخرى من الاهتمام بصحة الموظفين.
تقليل الاجتماعات
يشعر الكثير من الموظفين العاملين في مختلف الشركات والمؤسسات بالقلق والانزعاج من الاجتماعات، لا سيما عند استغراقها لوقت طويل، مع ضغط العمل، إذ يرى المعظم أن الاجتماعات عديمة الفائدة إلى جانب أنها مملة جداً.
تعزيز العمل الجماعي للموظفين
تعد العلاقات الإيجابية من أهم عناصر السعادة في العمل. وفي الواقع أنه عندما يكون الموظفين المزيد من الصداقات في العمل تقل المنازعات والخلافات؛ لذا ساعد على تعزيز العلاقات بين الأشخاص من خلال إنشاء تجمعات اجتماعية او تخصيص شاليهات وشقق فندقية في فصل الربيع والصيف للموظفين. من الممكن كذلك انشاء صندوق خيري يتم صرف ايراداته على الموظفين وأسرهم إذا واجهتهم مخاطر او ظروف أسرية طارئة. كذلك يمكن السماح للموظفين بمشاهدة مباريات كرة القدم الوطنية داخل الشركة. والأهم من ذلك أن تمنح الموظفين مهاماً للعمل على المشاريع وحل المشكلات والنجاح معاً. فالعلاقات الوطيدة بين الزملاء عنصر هام لتحقيق السعادة في العمل. وفيما يلي بعض النماذج الأخرى من تعزيز العمل الجماعي للموظفين.
السماح بالتطور الوظيفي
من الصعب الحفاظ على الدافع والإنتاجية عندما لا يكون هناك مجال للنمو. غالبًا ما تكون الترقية أو الزيادة الكبيرة التالية هي ما يحافظ على استمرار الموظفين في العمل، ولكن إذا لم يشعر الموظفون أنهم قادرون على التحسين أو الحصول على الخطوة التالية أبداً، فلماذا إذاً يبذلون جهدا أكبر كل يوم؟ لماذا لا يجلسون على مكاتبهم ويمضون الوقت؟ هل ستكون سعيدًا بوظيفة لا تستطيع الترقي بها؟
الجواب الصادق هو … ربما لا.
يعد السماح بالنمو في شركتك أمراً ضرورياً لضمان شعور الموظفين بأن لديهم مجالًا لتحمل المخاطر والمعاناة والحصول على الدعم والتحسين والنمو. امنح موظفيك توجيها واضحا حول كيفية السعي وراء النمو في الشركة وتأكد من أنهم يعرفون أنها متاحة. إنها واحدة من أفضل الطرق لضمان استمرار السعادة والتحفيز.
مرونة جداول العمل
هناك طريقة أخرى لخلق المزيد من السعادة بين الموظفين وهي التأكد من أنَّك تقدِّم أكبر قدر ممكن من الخيارات. إذ أنه عندما يمتلك الموظفين سيطرة أكبر على مهامهم وجداول عملهم، تزداد مستويات السلامة والرضا الوظيفي. لذا امنح موظفيك أكبر قدر ممكن من الخيارات حول مكان وأوقات عملهم، وكيفية أدائه، ومع من يعملون، وما الذي يعملون عليه، وليس من الممكن دائماً منح الموظفين استقلالية كاملة بالتأكيد، ولكن كلما كانت الخيارات أكثر، صار الوضع أفضل عموماً.
الخاتمة
وفي النهاية نود أن نشكر الأستاذ بسام السيد والأستاذ يوسف الماجد لأجل الهامهم لنا لإنشاء هذه المقالة تلخيصاً للعرض التوضيحي الخاص بهم على لينكد ان والذي قمنا بالاستعانة ببعض الصور الخاصة به داخل المقال أيضاً. لعلنا لا نعرفهم معرفة شخصية لكن وجب شكرهم جميعاً وللاطلاع على النسخة الكاملة من هذا العرض التوضيحي يمكنكم متابعتها من هنا.
وختاماً حاول إنشاء ثقافة إيجابية في مكان العمل عموماً. واعلم أنَّ السعادة لن تمنع نشوب المشكلات، ولكنَّها قد تقلل النزاعات كثيراً؛ وذلك لأنَّك ستحصل على أفضل ما يمكن للموظفين القيام به. لأنه عندما يكون الموظفين سعداء ومبتهجين، سيكونون قادرين على حل المشكلات ومساعدة أنفسهم وتطوير العمل.
وأخيراً، السعادة جيدة على الصعيدين الشخصي والمهني، ويمكنك تهيئة الظروف لخلقها في مكان العمل عن طريق أتباع نموذج نولوجي ل دليل أفكار لإسعاد الموظفين. و كذلك يمكنكم متابعتنا عبر قناة نولوجى.
افكار تم مناقشتها داخل المقال
- نصائح تساعد على اسعاد الموظفين
- أفكار للسعادة في العمل
- طرق لإسعاد الموظفين
- افكار لإسعاد الموظفين
- افكار ابداعية فى بيئة العمل
- افكار تطوير سؤون الموظفين
- اسرار اسعاد الموظفين دون زيادة الراتب
Reema Saqqa